Cherreads

Chapter 9 - فطر

بعدما تم الترحيب بهم، طلبت ميرا منهم أن يتبعوها قائلةً: "حسنًا، لقد عرّفنا أصحاب القرية عليكم. هيا لنأخذكم إلى المكان الذي ستقيمون فيه." بدأت ميرا بالمشي بين الأسواق المكتظة بالناس.ظل جيسي و البقية ينظرون بانبهار من المخلوقات الغريبة التي تباع بالمكان، مثل مخلوقات صغيرة تشبه السلطعون لكنه مغطى في كل أنحاء جسمه بالشعر، يُباع في أحد المتاجر الصغيرة. ضل أفراد المجموعة ينظرون بانبهار نحو أسواق القرية والأشياء التي تُباع فيها بينما أصوات البائعين في كل مكان و هم يروجون لبضاعتهم: "سلطعون كانجيرو بعشرة إنرو" ."أفعى ديزيرتو بخمس إنرو."

توقفت ميرا أمام أحد الأكواخ وقالت: "حسنًا، هذا هو مكان إقامتكم أيها الأولاد. بإمكانكم أخذ قسط من الراحة . أما أنتِ يا صديقتي، اتبعيني لأخذكِ إلى الكوخ الخاص بالنساء." ابتعدت ميرا وجيني ببطء عن المكان بينما دخل جيسي والآخران نحو الكوخ. كان الكوخ من الداخل عبارةً عن غرفةٍ متوسطة الحجم بها ثلاث أسِرَّة منفصلة وجرة فخار مليئة بالماء أمام الباب. توسعت حدقتا نيكولاس وذهب مسرعًا نحو أحد الأسِرَّة وسقط عليها، ثم سحب الغطاء وغطى نفسه مع ابتسامة كبيرة على وجهه قائلاً: "يا لدفء! يا لراحة! يا لسعادتي! لقد نسيت تمامًا الشعور الجيد عند النوم من كثرة النوم على التراب والأرض الخشنة." بعدها غاص في النوم.

توجه جيسي نحو جرة الماء وبدأ يشرب، ثم توجه هو الآخر نحو الفراش وغطى نفسه بالبطانية، وبدأ بإغلاق عينيه ببطء ليرتاح من هذا اليوم المتعب. بعد نوم الاثنين، بقي إيثان مستيقظًا. بقي لبعض الوقت ينظر إلى الكوخ من الداخل، ثم استدار وخرج من الكوخ وبدأ بالمشي ورؤية المحلات الصغيرة هنا وهناك، بين محلات تبيع السكاكين وأخرى تبيع الطعام.

بينما كان إيثان مبهورًا بما يراه، اصطدم بأحد المارة أمامه مما جعلهما يسقطان على الأرض. كان المار أمامه فتى بنفس حجمه، له شعر أملس ويرتدي قميصًا أزرق وسروالًا بنيًا. نظر الفتى إلى إيثان بغضب وصرخ عليه: "ألا تستطيع النظر في طريقك أيها الأحمق؟" لم يقم إيثان بأي رد فعل سوى النهوض والنظر نحو الفتى باستغراب. اتسعت حدقتا الفتى بسرعة ووجه إصبعه نحو إيثان قائلاً: "أوه! أنت هو ذلك الشخص الجديد الذي لا يمكنه الكلام." وضع الفتى يده على رأسه مع ابتسامة خفيفة قائلاً: "آسف يا رجل، هذا لقاؤنا الأول وبدأته بالصراخ."

رفع الفتى ذراعه لمصافحته قائلاً: "دعنا ننسى ما حدث قبل قليل. اسمك إيثان، صحيح؟ اسمي هو جوزيف، سررت بلقائك." نظر إيثان نحو يد جوزيف باستغراب، ثم تذكر اللحظة التي رد فيها جيسي المصافحة لميرا. رفع إيثان يده وصافح الآخر. بعد ذلك، طلب جوزيف من إيثان أن يتبعه.

تحركا بين الأسواق والأكواخ حتى وصلا إلى كشك صغير بلونٍ احمر مع خمس كراسي خشبية.بداخله رجل كبير في السن ذو شعر أبيض ولحية كبيرة مع عينين صغيرتين.مع شخصان آخران يجلسان على الكراسي يتناولان الحساء بينما يتكلمان مع بعضهما البعض. جلس جوزيف وإيثان وطلب جوزيف طبقين من حساء الفطر. أخذ صاحب الكشك طلبهما وذهب لتحضيره. قال جوزيف: "هذا الكشك يقدم أفضل حساء في القرية، وأنا متأكد أنه سيعجبك. سيستغرق هذا بعض الوقت لكنه يستحق."

بقي الاثنان ينتظران طلبهما، بينما بقي إيثان يحدق في الكشك من الداخل، ينظر إلى الأواني والمقادير. لم يكن يسمع شيئًا سوى ضجيج السوق وكلام الرجلين اللذين كانا يأكلان أمامهما.اخذ ينظر نحوهما بطرف عينه بينما يركز على ما يقولانه.

قال أحد الرجلين: "يا رجل، هل سمعت بما حدث لفرقة ماركوس؟"

رد الآخر: "نعم، الخبر منتشر في كل مكان."

قال الأول: "يا لحظهم السيئ بمقابلتهم إمبراطورية كاتوران."

تابع الآخر: "نعم، أشعر بسوء تجاه عائلات الضحايا، خاصة العجوزة رهف. لقد سمعت أنها تبكي ليل نهار منذ انتشار الخبر." (قام بضم عينيه وظهر الحزن في نبرة صوته).

قال الأول: "أجل، لكن لا يوجد شيء بوسعنا فعله لها. لقد لقي حتفه بالفعل."

تشتت إيثان عن سماعهما عندما وضع صاحب الكشك طبق حساء الفطر أمامه. شكر جوزيف صاحب الكشك ثم التفت إلى إيثان بابتسامة طفيفة قائلاً: "هيا، جربه واشعر بطعمه الجذاب."

نظر إيثان إلى الطبق بعينين مضمومتين، ثم أخذه وبدأ يشم فيه ليتفاجأ أن رائحته شهية. قام بعدها بحمله وأخذ رشفة منه.و من أول رشفة توسعت عيناه بشكل كبير، ليأخذ بعدها رشفةً ثانية وثالثة، ومع كل رشفة يصبح الطعم أفضل. من شدة ما أن الحساء جيد، أنهى صحنه في عدة ثوانٍ فقط.

ضحك جوزيف قليلاً وهو ينظر إلى فم إيثان المليء ببقايا الحساء وقال: "هههههه، يا رجل، أظنك أحببته كثيرًا." نظر إيثان نحو صحن جوزيف بعينين واسعتين وقام بسرعة بخطف حسائه وشربه. تجمدت ملامح جوزيف لثوانٍ، وقبل أن يقوم بأي رد فعل، وجد أن إيثان أنهى صحنه هو الآخر. نظر جوزيف إلى صحنه الفارغ، ثم نظر إلى إيثان. لم تمر ثوانٍ حتى بدأ صاحب الكشك يضحك بهستيرية قائلاً: "هاهاها، يا فتى، لقد أحب الحساء أكثر من اللازم، هاهاها!" بعدما عدة ثوانٍ، بدأ جوزيف هو الآخر يضحك، بينما كان إيثان يلحس بقايا الحساء التي على فمه.

دفع جوزيف ثمن الصحنين وأخبر إيثان بأنه سيذهب إلى كوخه. قال: "وداعًا يا صديقي، لقد استمتعت معك حقًا. أتمنى أن أراك مجددًا." بينما بدأ إيثان يرجع في طريقه للعودة إلى كوخه، كانت الأسواق خاوية ومعظم الناس كانوا يقفلون محلاتهم، والبعض الآخر يتوجه نحو أكواخهم.

أثناء طريقه، بدأ إيثان يسمع صوت بكاء هستيري. وجه نظره نحو مصدر الصوت ليرى امرأة عجوز ساقطة على الأرض ودموع تغمر عينيها. كان وجهها أحمر من كثرة البكاء، وكان هناك بعض الناس من حولها يحاولون تهدئتها بينما تصرخ: "(صوت بكاء) لماذا؟ لماذا ابني؟ هو لم يقم بشيء خاطئ، فلماذا قتلوه؟ (صوت بكاء)." قال لها أحد الأشخاص الذين كانوا يحاولون تهدئتها بوجه كئيب مليء بالحزن: "اهدئي يا سيدتي، أنا أيضًا حزين على موت ابنك، لكنك تعرفين مدى همجية إمبراطورية كاتوران وقوتها." وضعت السيدة العجوز يدها المليئة بالجروح على وجهها وبدأ صوت بكائها يزداد: "اللعنة على كاتوران، اللعنة عليهم جميعًا! (صوت بكاء)."

أثناء رؤية إيثان لصراخ المرأة، أحس بشعور غريب لم يحس به من قبل، شعور لم يكن مريحًا. ظهرت ملامح خفيفة للحزن على وجهه. بعدها قام بإبعاد نظره عنها وأكمل طريقه نحو الكوخ، وصوت العجوز يقل شيئًا فشيئًا مع كل خطوة.

وصل إيثان إلى الكوخ عند غروب الشمس ليجد جيسي ونيكولاس مستلقيين على الأرض وأمامهم بعض الطعام. نظر جيسي نحو إيثان بسرعة وفي وجهه ملامح الاستغراب قائلاً: "يا فتى، أين كنت كل هذا الوقت؟" تجاهله إيثان بملامح باردة وتوجه نحو أحد الأسرة وخلد إلى النوم. نظر نيكولاس نحو إيثان النائم بغضب، وفي نبرة صوته نوع من الغضب قال: "هي، يا فتى! ابتعد عن سريري." وضع جيسي يده على كتفه وقال: "لا تهتم يا رجل، بإمكانك أخذ سريره، الأمر لا يستحق الصراخ." أزال نيكولاس يد جيسي عنه وأكمل أكل الطعام الذي أمامه، بينما ظل جيسي ينظر الا

ايثان نائم بنظرة استغراب متسائلا عما حدث له هذا يوم.

(نهاية)

gg

More Chapters