ظل الفريق يركض بين الأشجار والأحجار والوحش يتبعهم من ورائهم. توجه جيسي نحو جوزيف وهو يتنفس بصعوبة "ما الذي حدث؟ ما هذا الشيء؟" رد عليه جوزيف وتعب ظاهر على ملامحه "ليس لدينا وقت الآن، سأخبرك عندما نهرب من هذا الشيء." نظر جيسي للخلف ليجد الأشجار تسقط واحدة تلو الأخرى وصوت خطوات الوحش من ورائهم. أرجع جيسي أنظاره للأمام ليجد أنه قريب من الاصطدام بشجرة لكنه تجنبها في اللحظات الأخيرة. بينما كان الجميع يركض بأقصى ما لديه من سرعة، بدأت جيني التي كانت في أقصى مراحل الرعب والخوف في تلك اللحظة بالشعور بالتعب. بدأ تنفسها يصبح أصعب مع كل خطوة تخطوها مما أدى إلى تباطئها. ثم بدأت تشعر بألم شديد في رئتيها إلى أن فجأة... تعثرت قدمها على أحد الصخور. في تلك الثواني القليلة، فور تعثرها بالحجر، انطلقت العشرات من الأفكار في الوقت ذاته: "مستحيل... مستحيل... مستحيل... لم تعد لدي طاقة للركض أكثر... سوف أموت... سوف أموت." ليقطع حبل تفكيرها يد شخص يمسكها ويسحبها قبل أن تسقط. التفتت جيني بسرعة للوراء لتجد أن إيثان أمسكها قبل أن تسقط. كانت ملامح التعب واضحة عليه. استعادت جيني توازنها واستمرت في الركض وقالت بصوت مليء بالتعب "شكراً لك". صرخ نيكولاس ووجهه مليء بالعرق قائلاً "لن نستطيع الهرب منه، علينا التفكير في شيء آخر لأنه يقترب منا أكثر فأكثر فقط." رد عليه جيسي قائلاً "علينا إصابة عينه (تنفس)، لديه عين واحدة فقط لذا فإن إصابتنا لها ستشتته لوقت كافٍ لنتمكن من الهرب او حتى قتله." رد عليه نيكولاس "فكرة جيدة، لكن كيف لنا أن نصيبه مع هذه الأشجار؟ إنها في كل مكان." رد عليه جيسي "لا أعرف يا رجل." لتقاطعهم جيني بصوت مليء بالتعب "لماذا لا نفترق؟ ذلك سيجعله يتبع أحدنا، وبينما هو يفعل ليقم الآخرون بتوجيه أسلحتهم نحو عينه وإعمائه." ليرد عليها جيسي "فكرة جيدة." ليصرخ قائلاً للبقية "سمعتم ما قالته، افترقوا، ومن يستمر الوحش بملاحقته فليصرخ باسمه." وبعد ثوانٍ قليلة تفرق الجميع و بدئو بالتوجه في اتجاهات مختلفة. توجه جيسي وجوزيف نحو اليمين، بينما جيني وإيثان نحو اليسار، واستمر نيكولاس بالركض نحو الأمام. استمر الوحش بالتقدم نحو نيكولاس بينما ابتعد البقية عن الوحش قليلاً وتوقفوا أمام إحدى الأشجار منتظرين إشارة لمعرفة من تبعه الوحش. بدأت أصوات الوحش العملاق بالتلاشي ببطء إلى أن صرخ نيكولاس بكل قوته باسمه. التقط جيسي وجوزيف أنفاسهم وانطلقوا مسرعين نحو نيكولاس. ومن الناحية الأخرى، سقطت جيني على إحدى الأشجار من التعب. نظر إيثان نحوها بخوف وقلق، وبقي حائراً هل يبقى معها أم يتوجه نحو الوحش. لاحظت جيني قلق إيثان وقالت بصوت خفيف مليء بالتعب "اذهب نحوهم، سأكون بخير لوحدي." أخذ إيثان نفساً عميقاً وتوجه مسرعاً نحوهم. سبَّبَ الوحش ضرراً ضخماً للأشجار أثناء لحاقه بنيكولاس، لذا استطاعوا معرفة مكانه بسرعة. التقى جيسي وجوزيف مع إيثان في منتصف الطريق وتوجهوا مسرعين متتبعين آثار الخراب الذي سببه الوحش. وبعد مرور بعض الوقت، لاحظوا الوحش من بعيد. وجه جيسي بندقيته نحوه وأطلق عليه بضع طلقات ليجذب انتباهه. استدار الوحش نحوهم وبدأ بالتوجه نحوهم ببطء. وجه الجميع أسلحتهم نحو الوحش استعداداً لإطلاق النار عليه. مع كل خطوة يخطوها كانت تزيد من دقات قلوبهم وتصعب تنفسهم. اقترب الوحش كثيراً منهم، ثم فجأة توقف في مكانه مما أثار صدمة واستغراب الجميع. قام بالانحناء وحمل إحدى الأشجار المحطمة على الأرض وفي ثوانٍ معدودة قام برفع ذراعه نحو السماء ورمي الشجرة نحوهم. تجنب جيسي والبقية الشجرة بأعجوبة. ظل قلب جيسي ينبض بشدة لدرجة إحساسه بأنه سيخرج من مكانه. وضع جيسي يده على قلبه وبدأ بالتنفس بصعوبة ووجه نظره نحو البقية ليجد أنهم ليسوا في حالة أفضل منه. بدأ الوحش بالتوجه نحوهم ببطء. وقف جيسي على قدميه بصعوبة، كان بالكاد قادراً على الوقوف والعرق في كل أنحاء جسمه. نظر نحو الوحش بأعين مليئة بالتعب نحو عينه الصفراء المتعطشة للدماء. كان يقترب نحوه ببطء كذئب على وشك افتراس أرنب غير قادر على الهروب. أمسك جيسي مسدسه بقوة وقام بتوجيهه نحو عين الوحش. قام بضم عينيه واستعمل آخر ما تبقى له من قوة لتوجيه مسدسه نحو عينه. وضع إصبعه على الزناد مطلقاً رصاصة مباشرة نحو عين الوحش. تردد صوت الرصاصة في كل أنحاء الغابة. مما جعل نيكولاس ينطلق نحوهم، وكل ما يشغل باله هو "هل فعلوها؟". بينما قلبه ينبض بشدة وهو يقفز فوق الحجارة ويتجنب الأغصان المعلقة. وصل نيكولاس إليهم ليجد الوحش واضعاً يديه على عينه وهو يترنح من الألم. رجع ببطء للوراء ودماء داكنة تسيل من عينه. بقي جيسي والبقية يراقبونه بصمت منتظرين حركته القادمة. ظل يتحرك بعشوائية في كل الاتجاهات وهو واضع يديه على عينه وكأنه يصرخ من الألم لكن بدون صوت. وبعد مرور عدة دقائق على نفس الوضع، سقط الوحش فجأة على الأرض بينما تخرج دماؤه من عينيه. سقط جيسي على الأرض، أخيراً استطاع الراحة لبعض الوقت. بدأ بالتقاط أنفاسه وضربات قلبه بدأت تعود ببطء لوضعها الطبيعي. بينما ذهب نيكولاس إلى جثة الوحش الساقطة على الأرض وهو ينظر إليها بوجه منزعج. وصل إلى عين الوحش ليجد أنها قد أصبحت ككرةٍ خاويةٍ من الهواء ودماء منتشرة في كل أنحاء العين.
(النهاية)
gg